نزل أيوب أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة من السيارة
التى تقودها زوجته جيهان أستاذة الأدب الانجليزى بنفس
الجامعة ، وقد أغلق باب السيارة بعنف وحنق ، وكأنما يتمنّى
أن يكون هذا الباب هو الحاجز الذى يبعده عنها نهائياً ؛
فيتخلّص من تكبّرها وصلفها ...
ثم ردف إلى قاعة المحاضرات ، وسط فرحة طلابه به ،
وأخذ يحدّثهم عن الشاعر الجاهلى عنترة بن شداد
ورومانسيته الرقيقة فى حب عبلة ، و ثوريّته فى رفض
العبودية التى فرضها عليه المجتمع ، فجذبتْ محاضرته
الرائعة طلابه ، وظلوا على استمتاعهم بما يسرده ، حتى
انتهى موعد المحاضرة ؛ لتدخل زوجته جيهان فى المحاضرة
التالية ، وسط ضيق الطلاب وتأففهم من عجرفتها ، وهى
تتحدث بفخرٍ وكبرياء عن الأدب الانجليزى ، وأخلاق السادة
النبلاء ، وقد خلا كلامها من الإقناع والرومانسية ......
أما أيوب فقد اتجه إلى حجرة استراحة الأساتذة ، والتى خلتْ
تماماً من أى شخصٍ غيره ، فأشعل سيجارته ، وأخرج دخاناً
كثيفاً ، حمل معه ضيقه من زوجته المستبدة ، والتى هى -
دوما - على النقيض معه فى كل شيئ ، ثم ّ تذكّر معاناة أبيه
أيام احتلال انجلترا لمصر ، وكيف سجنوا والده وعذّبوه ،
حتى كتب الله الحرية لمصر ، وذلك بدماء الشهداء الذين
رفضوا الذل ، وأبوا الاستعباد ....وكيف أنه قد أحب تاريخ
أجداده العرب ، فدرس الأدب العربى ، وزاد التصاقا وفخرا
بتراث أجداده الممتلئ بالبطولات والانتصارات والتضحية
ومظاهر النخوة والاباء ، وأخذ يتأمّل كيف تزوّج هذه الفتاة
التى تعلمتْ فى انجلترا ، ويعيش أبوها فى أمريكا ، وانه ذو
سلطات كبيرة فى المجتمع ، وكيف ان زوجته فى بداية تعرّفه
بها قد دخلتْ عليه بوجهٍ يتقنُ تمثيل الحب والاخوة واحترام
تقاليدنا الشرقية ، ولكن باطنه هو الاستبداد بعينه والنفاق
بنفسه .........
ثم طلب من عاملة الجامعة ضحى بأن تحضر له كوباً من
القهوة ، فلما جاءته العاملة بما طلبه ، نظر إلى وجهها عن
قربٍ ، وكأنّما يراها لأول مرةٍ فى حياته ، إنها ذلك الوجه
الذى حمل كل تراثه الجميل ، نعم انه الوجه المصرى
الفرعونى العربى ، فلقد كان وجهها قمحى اللون متأثرا بإباء
الفراعنة ، وأما عيونها فهى : عربية واسعة ، تحمل لوناً
عسلياً ، يتلألأ بصفاءٍ مع ضوء الشمس المشرقة ، كان كل
شيئٍ فيها يريحُ النفس الشاردة ؛ فيصبح مأوى آمناً للقلب
الضائع ، ولو رآها رسام لأبدع كثيراً فى رسم ملامحها
الريفية الأصيلة الهادئة ، ولقد ظلتْ تلك العاملة ( ضحى )
على ابتسامتها الحنون معه ، ثم تكلّمتْ بعفويةٍ ، فأحب
سذاجتها الفطرية البريئة ، وتأسف عندما علم بموت زوجها
فى حادثٍ أليمٍ فى مصنع الخواجة دافيد دون أن يعطوا أسرته
أى مستحقاتٍ ماليةٍ تساعدهم على الحياة ، مما اضطرها
لتكون عاملة ؛ حتى ترعى أولادها الصغار ، حيث إن لديها
طفلين أكبرهما فى المرحلة الأولى من التعليم ، لم يجاوز
الثمانية سنوات ، وإنها تشكو عجزها عن مساعدته فى التعليم
، وليس بمقدورها أن تأتى له بمدرسٍ خصوصى ، فأشفق
لحالها ، وعرض عليها بأن تأتى بولديها الى أحد الأندية
الاجتماعية ، والتى يرتادها وحيدا يوم الجمعة ؛ لترتاح نفسه
قليلاً بعيداً عن زوجته المستبدة ، ولأنه لن يستطيع دخول
منزلضحى ، لأنها أرملة تعيش بلا رجل ، ومن ثمّ فلا
يصح دخوله لمنزلها تحت أى مسمّى .....
التى تقودها زوجته جيهان أستاذة الأدب الانجليزى بنفس
الجامعة ، وقد أغلق باب السيارة بعنف وحنق ، وكأنما يتمنّى
أن يكون هذا الباب هو الحاجز الذى يبعده عنها نهائياً ؛
فيتخلّص من تكبّرها وصلفها ...
ثم ردف إلى قاعة المحاضرات ، وسط فرحة طلابه به ،
وأخذ يحدّثهم عن الشاعر الجاهلى عنترة بن شداد
ورومانسيته الرقيقة فى حب عبلة ، و ثوريّته فى رفض
العبودية التى فرضها عليه المجتمع ، فجذبتْ محاضرته
الرائعة طلابه ، وظلوا على استمتاعهم بما يسرده ، حتى
انتهى موعد المحاضرة ؛ لتدخل زوجته جيهان فى المحاضرة
التالية ، وسط ضيق الطلاب وتأففهم من عجرفتها ، وهى
تتحدث بفخرٍ وكبرياء عن الأدب الانجليزى ، وأخلاق السادة
النبلاء ، وقد خلا كلامها من الإقناع والرومانسية ......
أما أيوب فقد اتجه إلى حجرة استراحة الأساتذة ، والتى خلتْ
تماماً من أى شخصٍ غيره ، فأشعل سيجارته ، وأخرج دخاناً
كثيفاً ، حمل معه ضيقه من زوجته المستبدة ، والتى هى -
دوما - على النقيض معه فى كل شيئ ، ثم ّ تذكّر معاناة أبيه
أيام احتلال انجلترا لمصر ، وكيف سجنوا والده وعذّبوه ،
حتى كتب الله الحرية لمصر ، وذلك بدماء الشهداء الذين
رفضوا الذل ، وأبوا الاستعباد ....وكيف أنه قد أحب تاريخ
أجداده العرب ، فدرس الأدب العربى ، وزاد التصاقا وفخرا
بتراث أجداده الممتلئ بالبطولات والانتصارات والتضحية
ومظاهر النخوة والاباء ، وأخذ يتأمّل كيف تزوّج هذه الفتاة
التى تعلمتْ فى انجلترا ، ويعيش أبوها فى أمريكا ، وانه ذو
سلطات كبيرة فى المجتمع ، وكيف ان زوجته فى بداية تعرّفه
بها قد دخلتْ عليه بوجهٍ يتقنُ تمثيل الحب والاخوة واحترام
تقاليدنا الشرقية ، ولكن باطنه هو الاستبداد بعينه والنفاق
بنفسه .........
ثم طلب من عاملة الجامعة ضحى بأن تحضر له كوباً من
القهوة ، فلما جاءته العاملة بما طلبه ، نظر إلى وجهها عن
قربٍ ، وكأنّما يراها لأول مرةٍ فى حياته ، إنها ذلك الوجه
الذى حمل كل تراثه الجميل ، نعم انه الوجه المصرى
الفرعونى العربى ، فلقد كان وجهها قمحى اللون متأثرا بإباء
الفراعنة ، وأما عيونها فهى : عربية واسعة ، تحمل لوناً
عسلياً ، يتلألأ بصفاءٍ مع ضوء الشمس المشرقة ، كان كل
شيئٍ فيها يريحُ النفس الشاردة ؛ فيصبح مأوى آمناً للقلب
الضائع ، ولو رآها رسام لأبدع كثيراً فى رسم ملامحها
الريفية الأصيلة الهادئة ، ولقد ظلتْ تلك العاملة ( ضحى )
على ابتسامتها الحنون معه ، ثم تكلّمتْ بعفويةٍ ، فأحب
سذاجتها الفطرية البريئة ، وتأسف عندما علم بموت زوجها
فى حادثٍ أليمٍ فى مصنع الخواجة دافيد دون أن يعطوا أسرته
أى مستحقاتٍ ماليةٍ تساعدهم على الحياة ، مما اضطرها
لتكون عاملة ؛ حتى ترعى أولادها الصغار ، حيث إن لديها
طفلين أكبرهما فى المرحلة الأولى من التعليم ، لم يجاوز
الثمانية سنوات ، وإنها تشكو عجزها عن مساعدته فى التعليم
، وليس بمقدورها أن تأتى له بمدرسٍ خصوصى ، فأشفق
لحالها ، وعرض عليها بأن تأتى بولديها الى أحد الأندية
الاجتماعية ، والتى يرتادها وحيدا يوم الجمعة ؛ لترتاح نفسه
قليلاً بعيداً عن زوجته المستبدة ، ولأنه لن يستطيع دخول
منزلضحى ، لأنها أرملة تعيش بلا رجل ، ومن ثمّ فلا
يصح دخوله لمنزلها تحت أى مسمّى .....
الخميس مايو 28, 2009 5:35 pm من طرف great.love
» انمي رومنسيه
الأربعاء أبريل 01, 2009 12:24 pm من طرف البلياتشو
» غريبــه كيـف تنسآني لجل وآحد مآ يستآهل..ْ}
الثلاثاء مارس 31, 2009 12:29 pm من طرف البلياتشو
» اورآ’ق آ‘لـ خ ـرٍِيف
الثلاثاء مارس 31, 2009 12:17 pm من طرف البلياتشو
» أصبحت مجرد ذكرى.....
الثلاثاء مارس 31, 2009 12:15 pm من طرف البلياتشو
» البحر اغدر ام الانسان ...........!! ياريت حد يجوبني
الثلاثاء مارس 31, 2009 12:13 pm من طرف البلياتشو
» لقـاء الكلمات ( الجزء الأول )
الثلاثاء مارس 31, 2009 12:09 pm من طرف البلياتشو
» نعم لأنى أحبك
الثلاثاء مارس 31, 2009 12:02 pm من طرف البلياتشو
» الى حبى الوحيد........
الثلاثاء مارس 31, 2009 1:28 am من طرف البلياتشو